السويدتعرف على السويد

طقوس الزواج لدى السويديين القدماء: المهر والعرس والشهود

طقوس الزواج لدى السويديين القدماء: المهر والعرس والشهود

كان الزواج لدى السويديين القدماء مؤسسة شديدة الأهمية، لهذا كان العرس حدثاً هاماً يعبر عن  تغيّر الولاءات الاجتماعية والأوضاع والمكانة التي عجّل بها الزواج. وكان السويديون القدماء يتمتعون بثقافة استضافة الولائم كعامل مهم في توطيد المجتمع، وكانت الأعراس مناسبة جيدة لإقامة الولائم.  لنتعرّف إلى أبرز العادات التي كانت تصاحب الزواج وتمهّد له لدى السويديين القدماء:

خاص بالنخبة

كان هناك طقوس شهيرة للزواج لدى السويديين الفايكنغ خاصة بالنخب الثرية منهم، مثل طقوس الاستحمام وتبادل السيوف. لم يكن معظم الفايكنغ قادرين على شراء السيوف لأنّ موادها كانت باهظة الثمن، وصنعتها أيضاً تكلف مبالغ كبيرة.

المشكلة في السجلات التاريخية الحالية أنّها تحوي معلومات عن أثرياء الفايكنغ أكثر ممّا تحوي عن الناس العاديين. فقد كتب الناس الكثير عن الملوك ورؤساء القبائل، كما أنّ المنازل والمدافن التي تركوها خلفهم تقول عنهم الكثير، على الأقل أكثر بكثير ممّا تتحدث مدافن الناس العاديين عنهم.

كان هناك طقوس شهيرة للزواج لدى السويديين الفايكنغ خاصة بالنخب الثرية منهم

الزواج لأجل الحب؟

بغض النظر عن الاستثناءات التي قد نسمع عن قصصها، فالزيجات أيام السويديين القدماء لم تكن بهدف جمع المحبين. كان الزواج وسيلة لجمع الأشخاص معاً وتعزيز الوضع الاجتماعي والثروة، وطريقة لتأمين السيطرة على النسل بهدف ضمان انتقال الميراث.

ورغم أنّ مشاعر الشباب لم يكن يتمّ تجاهلها بشكل كلي، فالاعتبارات المالية واعتبارات التحالفات كان لها الأولوية.

لم يكن لنساء الفايكنغ تحديداً كلمة في زواجهن. كانت النساء عموماً مملوكات لآبائهن، ويتمّ نقل ملكيتهن إلى أزواجهن بالزواج. من هنا كان للزوج الحق بقتل زوجته وعشيقها في حال مارسا الزنا، بينما لم يكن هناك عقوبة للزوج الذي يمارس الزنا.

من حيث المبدأ كان للمرأة القدرة على تطليق نفسها من زوجها بسهولة، حيث يتم جمع الشهود وتعلن نفسها طالقاً. لكن في التطبيق العملي، سيكون على المرأة المطلقة أن تعود إلى منزل عائلتها، ولهذا فلن يكون الطلاق بهذه السهولة دون حصولها على دعم عائلي.

الزواج لأجل الحب

مساومات الزواج

طالما أنّ الزواج كان عموماً عملية نقل تجارية، فلا يجب أن نتوقع حدوث مثل هذه العملية دون مساومة. خاصة أنّه كان هناك آثار قانونية طويلة الأمد فيما يتعلق بالممتلكات والميراث.

كانت العادة أن تجتمع عائلة العريس للتشاور حول “الأصول” المالية التي ستجلبها العروس، وما يمكن للوالدين تقديمه كهديّة زفاف. كان يتمّ أيضاً مناقشة ما سيقدمه والدا العروس من مهر، وما هو نوعه، وما هو الحدّ الأدنى الذي يمكن قبوله.

بعدها يمضي العريس والذكر الأهمّ في عائلته لطلب يد العروس من والدها أو من الوصي عليها. إن كانت الشروط مقبولة إلى حدّ ما، يمكن للعائلتين بعد ذلك تسوية التفاصيل النهائية. كان الحدّ الأدنى لمهر العروس متفاوتاً بين المناطق التي يعيش فيها الفايكنغ.

الزواج كان عموماً عملية نقل تجارية،

العرس

عند الاتفاق، كان التخطيط لإقامة زفاف يستغرق حتّى عام، فهناك الكثير من الأشياء التي يجب أخذها بالحسبان، من بينها ضمان وجود طعام وبيرة تكفي الضيوف.

ليس هناك ما يشير إلى وجود ثيابٍ خاصة بالعرس، ولكن هناك دلائل على وجود تصفيفة شعر خاصة به.

كان على العروس أن تترك شعرها مرخياً على طوله، وأن تضع فوقه تاجاً من الأزهار وأوراق الأشجار. في الفترات اللاحقة، تمّ استبدال تيجان الأزهار هذه بأخرى مصنوعة من الفضة يتمّ توارثها في العائلة.

في حال كان لدى العائلة سيف أو سلاح مرموق لهم، كان من عادة العريس أن يحمله أثناء الزفاف. لكن هذا لم يكن إلزامياً.

تبدأ الاحتفالات بمجرّد تبادل الأموال المتفق عليها، والانتهاء من الأعمال، ليأتي دور الاحتفالات الدينية. ينادي أحد الرجال المسنين – ويكون القائد عادة – على الآلهة كي تنتبه إلى العرس وتبارك الزواج. وكان من الشائع التضحية بعنزة إلى الإله “ثور”، أو بخنزيرة للإلهة “فريا”، أو بخنزير بري أو حصان للإله “فرير”.

ثمّ يتمّ جمع الدم من الأضحية على المذبح في وعاء، وتغمس فيه مجموعة من أغصان التنّوب، وتستخدم في رشّ الزوجين بالدم للحصول على بركة الآلهة.

الأهم في العرس هو وجود ما يكفي من الشراب لإبقاء الجميع سعداء.

كان التخطيط لإقامة زفاف يستغرق حتّى عام

التحقق

كان من الشائع جداً في ثقافة الفايكنغ أن يبقى شخص للتحقق من إتمام الزواج Consummation.

لكن ليس هناك أيّ تفاصيل عمّا يجب على هذا الشاهد أن يشهده، فهل عليه كمثال البقاء داخل الغرفة مع العريسين ليشهد الجماع، أم أنّ عليه فقط البقاء بالقرب من مكان جماعهما ويأخذ منهما إشارة.

كما أنّه لا يوجد تفاصيل عن عدد هؤلاء الشهود، ولكن في الثقافة الاسكندنافية اللاحقة، كان من الشائع أن يقوم ستّة شهود بتأكيد الزواج، فمن المنطقي أن نستنتج من ذلك بأنّ هذا العدد له أصوله لدى الفايكنغ.

تابعونا على موقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى