هبة حموش سائقة الشاحنات الاولى في اوروبا
هبة حموش سائقة الشاحنات الاولى في اوروبا.
تمتلك السيدة هبة حمّوش، حضوراً لطيفاً وشخصية مرحة،
تظهر بصورة خاصة من الطريقة التي تتحدث فيها عن حياتها المهنية المتقلبة والتجارب الغنية التي عاشتها في السويد منذ وصلتها قبل ست سنوات.
إبان وصولها إلى هنا، وقبل حصولها على الإقامة بدأت السيدة هبة مزاولة أولى أعمالها كمدربة أيروبيك وزومبا في نادٍ رياضي،
وانتقلت بعد ذلك للعمل في البلدية وفي شركة إيكيا، قبل أن تنهي عقود عملها وتتخذ حياتها المهنية منحاً مختلف لم تتوقعه هي أو أسرتها.
في ذلك الوقت بحثت السيدة حموّش عن متطلبات العمل في مدينتها Älmhult وكذلك في مقاطعتها كرونوبيري،
واكتشفت أن سياقة الشاحنات مطلوبة بكثرة.
وعند القراءة والبحث أكثر حول هذا الموضوع اتضح لها أن هذا الخيار قد يكون أجدى من خيارات كثيرة أخرى لأن السائقين يقطعون مسافات طويلة ما يعني أن العمل لا بد أن يكون بدوام كامل،
ما يؤدي إلى عقود عمل وأجور أفضل واستقرار أكثر في العمل مستقبلاً.
وهكذا شاركت هبة رغبتها تلك للمسؤول عنها في مكتب العمل، وهو قابل طلبها بالكثير من التشجيع والترحيب،
لأن هذا الخيار المهني ليس شائعاً بين النساء العربيات، خاصة وأنها امرأة ملتزمة وترتدي الحجاب.
ولهذا بدأ المسؤول فوراً الإجراءات التي جعلت مكتب العمل يدفع تكاليف أجور تدريبات السياقة
التي استمرت مدة ثمانية أشهر في مدرسة مخصصة لتعليم قيادة الشاحنات.
واليوم تقود السيدة هبة شاحنة مقطورة يصل طولها إلى 25 متراً،
وتعمل تسع ساعات في اليوم مع شركة تعود للقطاع العام.
حيث تقوم شاحنتها بنقل النفايات التي تم فصلها كالورق والزجاج والمعادن لإعادة تدويرها في مصانع مخصصة لذلك.
وعن مدة التدريب تقول بأنها لا تذكر أنها سابقاً درست بهذا القدر من التركيز والمواظبة،
حتى حينما درست كلية التجارة والاقتصاد في دمشق.
“لم يكن الكتاب يبارح يدي” تقول واصفة انكبابها على تعلم الرياضيات وميكانيك السيارات وغير ذلك من الاختصاصات المتعلقة بعملها الجديد.
يظهر مرحها مرة أخرى وهي تصف لنا صعوبات تعلم المصطلحات المعقدة في هذا الاختصاص باللغة السويدية.
“اللجوء إلى غوغل لم يكن مساعداً، فأحياناً ما يترجم أحد أجزاء الشاحنة بجناح البعوضة أو ذنب الفيل”
تقول ضاحكة وتضيف بأن مدرسة السياقة جلبت خبيراً كي يشرح للطلاب الأجانب بالصور المصطلحات غير المفهومة ويدلل على الأجزاء المقصودة من الشاحنة.
اقرأ عن ظهور 41 ملياردير جديد في السويد خلال شهر واحد
تضحك السيدة هبة مرة أخرى وهي تتذكر النكات التي أطلقها أولادها بمجرد بدء عملها كسائقة شاحنة،
وتضيف بأنهما لقباها بـ “أبو جانتي” على غرار بطل أحد المسلسلات السورية الذي يتحدث عن حياة سائق تكسي،
في حين اقترح أفراد آخرون من أسرتها إهدائها عناقيد عنب صناعية ومسابح كي تعلقها في شاحنتها على غرار ما يفعله سائقو الشاحنات والباصات في سوريا.
وهنا تعلق هبة على اختلاف متطلبات المهنة بين البلدين:
“في الحقيقة الأمر ليس صعباً كما يبدو، فالشاحنات في السويد متطورة جداً وأنا أسيطر على الشاحنة الضخمة التي أقودها بواسطة الكومبيوتر دون ممارسة جهد عضلي”.
وتضيف: “في بلداننا هناك انطباع شائع بأن من يتوجه ليكون سائق باص هو شخص غير متعلم
لكن هنا الوضع مختلف فالأمر يحتاج الكثير من الدراسة والإعداد قبل أن يبدأ المرء عمله في قيادة الشاحنات”.
كذلك الأمر تعبّر السيدة هبة عن إعجابها بغياب الفصل في المهن بين الإناث والذكور في السويد.
فهي تعرف رجالاً يعملون في مجال الرعاية المنزلية،
لكنها في المقابل تعرف الكثير من السيدات اللوات حصلن على تدريب في مجال التمريض أو رياض الأطفال وما زلن يجلسن في منازلهن دون عمل.
وعن ذلك تعلق: “هناك البعض يأخذون تدريبات مهنية طوال عام فقط لإسكات مكتب العمل دون أن يرغبوا بالعمل حقاً”.
وتؤكد نصيحتها بأن يدرس المرء خيارات مهنية جديدة ومطلوبة بدلاً من الركون للخيارات السائدة.
واليوم تحولت مهنة السيدة هبة من خيار مستغرب إلى أمر طبيعي أو مبعث لفخر أسرتها خاصةً وأنها باتت مشهورة في مقاطعتها.
وتعلق مختتمة حديثها معنا: “في كل يوم أرى أناساً يسترقون النظر إليّ من شبابيكهم ويبتسمون لي وبعضهم يقولون بأنهم فرحون جداً لرؤية امرأة عربية محجبة تقود شاحنة “.
للمزيد من الاخبار تابعوا صفحتنا السويد بالعربي على فيسبوك عبر الرابط التالي