الانتخابات الرئاسية الفرنسية واخر تطوراتها
الانتخابات الرئاسية الفرنسية واخر تطوراتها.
بدأ كلا المرشحيْن للدور الثاني للرئاسيات الفرنسية: الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون وزعيمة أقصى اليمين مارين لوبان،
تحركاتهما لمخاطبة الناخبين، وذلك في مستهل تنافس حادّ ضمن جولة ستكون حاسمة خلال الأسبوعين المقبلين.
ونال ماكرون وفقا للأرقام الرسمية النهائية للرئاسيات، في الدور الأول للانتخابات التي أجريت أمس الأحد، 27.4%.
وحصلت لوبان على 23.5%، ومن المرتقب أن يجري الدور الثاني في 24 من الشهر الحالي.
وقد قصد ماكرون، اليوم، منطقة دونان شمالي البلاد، والتي تعدّ معقلا لغريمته الانتخابية.
ويعتزم مرشح تيار الوسط -الذي يسعى لنيل ولاية ثانية- تكثيف جولاته الانتخابية الميدانية قبل حلول موعد جولة الدور الثاني،
وسيكون أبرزها تجمعاته السبت المقبل في مرسيليا ثاني كبرى مدن البلاد.
وكان ماكرون قد خاض متأخرا المعترك الانتخابي بسبب الحرب في أوكرانيا،
ولم يشارك سوى في تجمع انتخابي وحيد طيلة فترة الحملة الانتخابية للدور الأول.
وفي أول تصريح له بعد إعلان النتائج الرسمية النهائية للدور الأول،
ركز ماكرون على القضايا الاجتماعية والاقتصادية،
وقال إنه لا يستبعد إجراء استفتاء على نظام التقاعد مؤكدا أن برنامجه بالدور الثاني لن يخاطب مؤيديه فقط وإنما كل الناخبين.
وتتوقع شركة الاستطلاعات “إيفوب” (Ifop) تقاربا شديدا في نتيجة الدور الثاني من الرئاسيات، مع حصول ماكرون على 51% مقابل 49% للوبان.
وبالعودة إلى نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2017، هزم ماكرون لوبان بحصوله على 66.1% من الأصوات.
بالمقابل، أعلنت مرشحة أقصى اليمين اليوم عن جولة بمنطقة إيفون وسط البلاد،
تتمحور حول “القدرة الشرائية والتضخّم والتداعيات على المزارعين”.
وقد ركزت لوبان كل حملتها على القدرة الشرائية، مع تقليصها من التركيز على مواضيعها المفضلة مثل الحد من الهجرة.
وقد أتت هذه الإستراتيجية بأكلها، إذ حققت لوبان أعلى نتيجة لتيار أقصى اليمين في الدور الأولى لانتخابات الرئاسة.
وكانت لوبان قالت أمس، عقب الإعلان عن نتائج الدور الأول،
إن كل من لم يصوت لماكرون بالدور الأول مدعو للتصويت بالدور الثاني للبديل الذي تمثله هي.
وفي تصريح أثناء لقاء مع ناخبيها، قالت لوبان إنها لن تتنازل للتفاوض على برنامجها لاستمالة الناخبين،
في إشارة إلى توافقات محتملة مع المترشحين المنهزمين بالدور الأول للحصول على أصوات أنصارهم.
وقد دعا مرشح أقصى اليمين المنهزم إريك زمور (نال 7% من أصوات الناخبين) والمرشح المستقل نيكولا ديبون آنيان (2.1%) ناخبيهما
للتصويت لصالح لوبان التي صعدت للجولة الثانية من انتخابات الرئاسة للمرة الثالثة.
في حين دعا كل من مرشحة اليمين فاليري بيكريس (4.7%) ومرشحة الاشتراكيين آن هيدالغو (1.7%)
ومرشح حزب الخضر يانيك جادو (4.6%) ومرشح الحزب الشيوعي فابيان روسيل (2.2%) ناخبيهم إلى منح أصواتهم لماكرون.
واللافت أن 8 مرشحين من أصل 12 لم يتمكنوا من تجاوز 5% من الأصوات،
في حين حقق كل من حزب الجمهوريون والاشتراكي أضعف النتائج في تاريخيهما.
ومن النتائج المثيرة للاهتمام تحقيق تيار أقصى اليسار بزعامة المرشح جان لوك ميلانشون لأفضل أداء لليسار في تاريخ الانتخابات الرئاسية،
إذ حصد قرابة 22% من أصوات الناخبين. وقد حث ميلانشون رئيس حزب “فرنسا الأبية” أنصاره مساء أمس إلى عدم إعطاء أي صوت للوبان،
ولكن لم يطالبهم أيضا بالتصويت لماكرون.
وتترافق الانتخابات الفرنسية مع احتمالات مختلفة في سلوك الناخبين حسب الشرائح أو المناطق،
مثل ظاهرة الامتناع عن التصويت، أو ما يعرف بالتصويت العقابي ضد مرشح معين بعد تأييده سابقا،
كما يتوقع أن يشهد الدور الثاني ما يعرف بنقل الخزان التصويتي،
أو توجيه المنهزمين أنصارَهم إلى التصويت لمرشح بعينه، أو أحيانا دعوتهم لعدم التصويت.
للمزيد لا تنسوا القيام بمتابعة صفحتنا السويد بالعربي على فيسبوك عبر الرابط التالي