السوشل ميديا واخلاقياته وما اهميتها في حياتنا
السوشل ميديا واخلاقياته وما اهميتها في حياتنا هي ما سنقدمه لكم في مقالنا لليوم.
دخل الفيسبوك إلى حياتنا بصورة رسمية بين أعوام 2009-2010 وهي الفترة التي بدأ فيها انتشاره الرسمي في الوطن العربي،
رغم أنه كان قد تأسس قبل ذلك عام 2006.
ومنذ ذلك الحين بات هو وغيره من منصات التواصل الاجتماعي التي تلته،
كإنستغرام وتويتر ولاحقاً تيكتوك، المكان الذي يمضي فيه أغلبية الناس جل وقتهم.
قد تكون علاقتنا بالفيسبوك، التي بدأت قبل ما يقارب 13 عاماً أطول علاقات الصداقة التي عاشها البعض منا.
فهو المكان الذي نمضي فيه معظم وقتنا، وهي العلاقة التي يصعب قطعها أو الخروج منها.
ولكن هل تشبه النسخة التي تظهر منّا على السوشل ميديا شخصيتنا الحقيقية؟ وهل سلوكنا وما نكتبه يشبه ما نفعله في حياتنا الواقعية مع من نعرفهم؟
للعلاقة مع السوشل ميديا، كما أي علاقة أخرى قواعدها وأخلاقيتها التي تضمن أن يقدم المرء صورة إيجابية عن نفسه
ويؤثر بشكلٍ إيجابي في الناس من حوله. لكن هذا لا يحصل دائماً،
فالفيسبوك بيئة خصبة للتنمر والسخرية من الآخرين ومهاجمتهم،
كما أنه مليء بالكلام الجارح والعنيف والمستفز وأحياناً الطائفي الذي يحض على كراهية الآخرين المختلفين.
كما لو أن كل ما نحاول كبته في حياتنا اليومية يخرج هناك في الفضاء الأزرق.
ليكون حضور المرء على مواقع التواصل الاجتماعي إيجابياً له وللآخرين يجب عليه تجنب كتابة الكلمات التي يعجز عن قولها وجهاً لوجه أمام الآخرين.
إذ كثيراً ما نلاحظ أن الناس على السوشل ميديا يكونون أكثر جرأة في التعبير عن آرائهم من الحياة الواقعية.
اقرأ عن استعدادات السويد للازمة الاوكرانية
وهذا عادة ما يكون أمراً إيجابياً إذا ما كانت الجرأة ترتبط مثلاً بالتعبير عن آراء سياسية أو اجتماعية يصعب قولها صراحة بسبب الرقابة أو غياب الحريات.
لكن الأمر يأخذ منحاً سلبياً حينما يستغل المرء هويته الخفية لسب أو شتم الآخرين والسخرية منهم.
وهو أمر لا يستطيع فعله في الحياة اليومية نتيجة الخجل أو احتراماً للقيم الاجتماعية.
وبذلك يكون كاتب التعليق الجارح أقرب للطفل الذي يرمي حجراً ويهرب قبل أن يكشف هويته الكبار. وبالتالي فهذا النوع من السلوكيات على الفيسبوك يظهر كاتبه بمظهر طفولي ويجعله يبدو مفتقراً للشجاعة.
لأن الشجاعة الحقيقية تعني أن يكون المرء قادراً على قول كلمته والدفاع عنها وتحمل تبعاتها في الحقيقة أو على منصات التواصل الاجتماعي.