زلاتان إبراهيموفيتش وحزب الوسط السويدي
أخبارالسويد
زلاتان إبراهيموفيتش وحزب الوسط السويدي
مصير السويد يجب أن يتقرر، والوقت يشارف على الانتهاء، فلم يتبق سوى بضعة دقائق، وحان الوقت لاتخاذ القرارات الضرورية: مستقبل البلاد القريب بات على المحك، ولذلك فإنه الوقت كي يحلق اسم السويد فوق الأرض.
تتجه الأنظار جميعها إلى Z (زلاتان) الآن، حيث تكمن القوة، وهي اللحظة التي يتوجب على Z أن يمضي بالقيام بأفعال حقيقية مجدية، لكنه عوضاً عن ذلك يتوقف ويفكر: تباّ، سأقدم عرضاً عوضاً عن ذلك.
ليقوم Z بالتوجه مسرعاً نحو اللاعب ذي الملابس الحمراء في منطقة الجزاء من خلفه ويقوم بعرقلته بشكل عنيف بكامل قوته، وبالإمكان مشاهدة ذلك في هذه اللقطة التلفزيونية المصورة، وستلاحظ رد فعل الفريق الأحمر المصعوق مما جرى بينما يقوم Z بإبداء تعابير وجه تنم عن براءة كاملة.
حينها انتهى كل شيء، وباتت النتيجة واضحة، وتلقى Z بطاقة صفراء تعني أنه سيكتفي بمشاهدة اللعبة التالية في العام المقبل من المقاعد الجانبية، حيث كان على خصوم Z أن يملوا شروطهم.
كانت هذه كرة قدم، والآن لنعيد الأسطر بالسياسة:
مصير السويد يجب أن يتقرر، والوقت يشارف على الانتهاء، فلم يتبق سوى بضعة دقائق، وحان الوقت لاتخاذ القرارات الضرورية: مستقبل البلاد القريب بات على المحك، ولذلك فإنه الوقت كي يحلق اسم السويد فوق الأرض.
تتجه الأنظار جميعها إلى C (حزب الوسط) الآن، حيث تكمن القوة، وهي اللحظة التي يتوجب على C أن يمضي بالقيام بأفعال حقيقية مجدية، لكنه عوضاً عن ذلك يتوقف ويفكر: تباّ، سأقدم عرضاً عوضاً عن ذلك.
ليقوم C بالتوجه مسرعاً نحو منصة ضغط الأزرار في الساعة التاسعة والربع ويقوم بعرقلة الفريق الأحمر والأخضر من ظهره بشكل عنيف وبكامل قوته، وبالإمكان مشاهدة ذلك في اللقطات التلفزيونية المصورة، وستلاحظ رد فعل الفريق الأحمر والأخضر المصعوق مما جرى، بينما يقوم C بإبداء تعابير وجهه تنم عن براءة كاملة في كاميرات البث المباشر.
حينها انتهى كل شيء، وباتت النتيجة واضحة، ضغط C على الزر الأصفر وبالتالي سيتمكن فقط من مشاهدة الميزانية من المقاعد الجانبية، حيث كان على خصوم C أن يملوا شروطهم.
لم فعل زلاتان ابراهيموفيتش ما فعله؟
لم قام Z باتخاذ هكذا قرار في آخر دقيقة يضر بمستقبل الفريق بأكمله ويجعله يبدو كشخص بلا هدف؟
خلال مقابلة له مع صحيفة The Guardian البريطانية هذا الأسبوع حيث كان زلاتان يبيع كتابه الجديد Adrenalina، شرح قائلاً: “الحياة تمضي لأعلى وأسفل، إذا كان كل شيء مثالياً فلن يكون لدينا أي شيء نتحدث عنه، مازلنا نرتكب الأخطاء، فلا أحد كامل، على وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بنشر صورة لنفسك مع 20 فلتراً لتبدو مثالياً، لكن حينما أراك في الواقع لن تكون كذلك، ستبدو طبيعياً مثل أي شخص آخر” ويضيف: “أكون كاملاً حينما أكون على طبيعتي”.
وينتقل إلى الهجوم في الوقت المستقطع: “لقد فعلت ذلك عمداً، ولا أخجل من قول ذلك” ويضيف أن اللاعب الإسباني قد هاجم زميلاً له في فريق المنتخب الوطني كان محبطاً، ولذلك أظهر زلاتان ابراهيموفيتش هذه الإشارة إلى الفريق الأحمر، وقال “لا تفعل ذلك، فلا تمتلك من الرجولة ما يكفي لمواجهتي”.
وانتهى بالقول: “لقد فعلت شيئاً غبياً، إلا أنني سأفعله مرة أخرى 100%”
لم فعل حزب الوسط ما فعله؟
لم قام C في اللحظة الأخيرة باتخاذ هكذا قرار جعل الحزب يبدو وكأن مطلق النار يدافع عن نفسه؟
يتحرك حزب الوسط مدفوعاً بقناعة تفيد أنه لا ينبغي منح أية نفوذ للديمقراطيين السويديين، ويتصرف بحيث يحصل الديمقراطيون السويديون فقاعة فقط، فيكتب حزب الوسط قائمة امنياته حول الغابة وشواطئها وكنوزها، ويدخل رغباته في الميزانية ليقوم بعدها بالسماح لميزانية أخرى بالفوز.
يقول حزب الوسط عن نفسه بأنه أخضر، لكنه يسعى لتخفيض سعر البنزين، ويقول بأنه يريد زيادة معاشات المتقاعدين الفقراء، لكنه يقوم بالرد على هذا الاقتراح المقدم نفسه من حزب اليسار باعتباره إهانة كبرى!
قال مارتن أودال، كبير المٌنظرين في حزب الوسط “الجميع يعرف أن الفوضى لم تكن من صنعنا”… لتقوم كل السويد بالضحك بعدها مباشرة.
كان من الممكن لآني لوف، زعيمة حزب الوسط، أن تقول هناك خلال المؤتمر الصحفي يوم الأربعاء: “أنا مثالية حيتما أكون على طبيعتي” وأن تضيف: “لقد فعلت شيئاً غبياً، إلا أنني سأفعله مرة أخرى 100%”.
المقال لكاتبه بيتر فالمار اندرسون من صحيفة Sydsvenskan
ترجمة وإعداد: فريق «منصة أكتر» لأخبار السويد.