انضمام السويد للناتو ماهي الميزات والعيوب
انضمام السويد للناتو ماهي الميزات والعيوب؟
ماذا يمكن للسويد أن تفعل في حلف الناتو العسكري الذي يضم دولة مثل تركيا، لا تجمعها مع السويد أي مبادئ أو قيم مشتركة؟
وما هي مصلحة السويد في الانضمام إلى حلف تقوده الولايات المتحدة ولديه أولوية الدفاع عن المصالح الأمريكية الخاصة،
ويمكن لهذا الحلف أن يحارب في أي بقة في العالم بعيدا آلاف الأميال عن السويد،
حسب مقتضيات المصالح الأمريكية من الشرق الأوسط إلى الأدنى مرورا بأمريكا الجنوبية والوسطى؟
عن أية قيم أو مصالح ستحارب السويد إذاً وعن أي أراضي ستدافع؟
ماذا لو عاد الرئيس دونالد ترامب أو شخصا يشبه إلى السلطة في أمريكا،
ممن لا يؤمنون بالتعاون الدولي في مواجهة كوارث المناخ والبيئة فيما السويد ستكون عضوا معه في حلف الناتو العسكري؟
هذه بعض الأسئلة التي يطرحها الآن المعارضون لانضمام السويد إلى حلف الناتو، بعد تصاعد الدعوات لكي تكسر السويد حيادها المعروف، منذ عقود.
حياد حافظت عليه السويد في الحرب العالمية الثانية واستمر بالمحافظة عليه حتى حينما كانت ترتفع حرارة الحرب الباردة إلى أعلى مستوياتها.
أسئلة تتعلق ليس فقط بالفاتورة الاقتصادية التي ستدفعها، بل بالتبعات السياسية والأخلاقية التي ستخسرها السويد جراء هذه الخطوة.
اقرأ عن جزيرة هاواي وكل مايهمكم معرفته عنها
في المقابل يرى المؤيدون لانضمام السويد للناتو، أن الهجوم الروسي الحالي على أوكرانيا في 24 من فبراير هذا العام،
قلب كل المعايير وأن السويد بحاجة الآن إلى إعادة النظر بكل سياستها الأمنية والدفاعية.
تصريح رئيسة الحكومة الأخير مجدالينا أندرشون، في 31 من مارس، في أنها لا تستبعد انضمام بلادها الى حلف الناتو،
أكد التكهنات في أن هناك نية مسبقة لدى هذه الحكومة في الانضمام إلى هذا الحلف،
وأن إرسال السلاح إلى أوكرانيا والدعم السياسي والإعلامي في مواجهة الغزو الروسي قد يكون مقدمة لحشد الرأي العام وراء قرار الانضمام.
وضمن محاولات تهيئة الرأي العام لهذا القرار التاريخي، طرحت الحكومة مسألة انضمام السويد لحلف الناتو على طاولة الحوار الوطني،
وحاولت اشراك المعارضة بخطوات التقارب مع هذا الحلف،
مثل اصطحاب رئيسة الوزراء مجدالينا أندرشون لزعيم المعارضة أولف كريسترشون لحضور جانب من تدريبات الحلف في النرويج.
كما دعت الحكومة جميع الأحزاب البرلمانية إلى محادثات تتعلق بالسياسة الأمنية.
ما هي مصلحة السويد في الانضمام إلى حلف تقوده الولايات المتحدة ولديه أولوية الدفاع عن المصالح الأمريكية؟
من المؤكد أن السويد لا تريد الانصياع أو الخوف من التهديدات الروسية،
بقدر ما تريد بناء سياسة أمن دفاعي مستدامة تناسب أو على الأقل تتوازن مع قيمها ومبادئها ولا تتعارض مع سياساتها الخارجية،
ولكن إلى متى ستبقى متمسكة بحيادها وبنفس الوقت تحقق الحماية لنفسها بحلف عسكري يمكن الوثوق به؟
السويد كما يبدو، لا تزال تفكر في حسابات الربح والخسارة على المدى البعيد، قبل الإقدام على خطوة التقدم بطلب الانضمام للناتو.
مع أن هناك خبراء ومختصين في العلاقات الدولية، يرون أن السويد فقدت عملياً دورها المحايد عندما أرسلت أسلحة إلى أوكرانيا،
مما قد أزاحها فعلاً عن أي دور في عملية وساطة دبلوماسية مقترحة لوقف الغزو الروسي لأوكرانيا.