الوجود الاسلامي في السويد في خطر
الوجود الاسلامي في السويد في خطر هذا ما صرح به الشيخ خالد حنفي في اخر لقاء له على التلفزيون.
حذّر رئيس مجلس الفتوى في ألمانيا والأمين العام المساعد للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الشيخ خالد حنفي من تبعات خطيرة لما اعتبره “الشحن العاطفي”
المرافق للحراك المتعلق بسحب الخدمات الاجتماعية لبعض الأطفال في السويد.
وقال إن الحراك يستخدم “مصطلحات في غاية الخطورة كالسبي والاسترقاق وتنصير أولاد المسلمين”.
ونشر الشيخ خالد حنفي بياناً على صفحته في فيسبوك هذا نصه:
“تابعت طرفاً من الجدل الدائر حول سحب المؤسسة الاجتماعية لبعض أطفال المسلمين في السويد،
والذي غاب فيه بكل أسف صوت العقل والحكمة إلا من قلة قليلة تاهت أصواتها في زحام العاطفة والتشنج،
وأخطر ما في هذا الحراك أن من يحركه ويقود تسخينه مشاهير ويوتيوبر لا يعيشون في أوروبا ولا يعرفون شيئاً عن قوانينها ونظمها ويستقون المعلومات من قوارع وسائل التواصل الاجتماعي ومنصاته،
وإن صح بعض ما استشهدوا به فلم يقفوا على مقدماته التي أوصلت إلى تلك النتائج،
وقد استعملوا مصطلحات في غاية الخطورة كالسبي والاسترقاق وتنصير أولاد المسلمين في الغرب،
وأطلقت الدعوات للمسلمين بالرحيل والهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام، وهو خطاب يتجاوز خطاب اليمين المتطرف في الغرب في ظرف سياسي محلي وعالمي شديد الدقة والحساسية،
إذ يواجه المسلمون في الغرب تحديات غير مسبوقة توجب عليهم البصر والحذر.
إن نار الفتنة التي توقد الآن لن يفيد منها سوى اليمين الشعبوي المتطرف وبينما يشكو المسلمون من صعوده يقدمون له بصنيعهم هدايا مجانية،
وبدلاً من نقد القانون أو سوء تطبيقه من بعض الموظفين يعلنون الحرب الكلامية على الدولة ومؤسساتها.
نحن بكل أسف لا نتعلم من أخطائنا ونعيد سيناريو الشحن والتسخين العاطفي الذي وقع في أزمات الرسوم السيئة والذي تضرر منه الوجود الإسلامي في الغرب .
والخطوات العملية للتعامل مع الأزمة تتلخص في تقديري فيما يلي:
– تقوية المؤسسات الممثلة للمسلمين في السويد والاجتماع عليها مع استمرار تقويمها وتصويب خطئها
وأن نغتنم الفرصة للاجتماع وبناء المرجعية الممثلة للمسلمين وتجنب التصرفات والمواقف الفردية العاطفية.
– لا بد من بناء خطاب متوازن محكم تتبناه المؤسسات الإمامية في السويد والغرب
يجمع بين إنصاف المظلوم ومؤازرته وبين احترام الدولة ونظامها وقوانينها.
– توعية الأسر الجديدة وعموم المسلمين بقوانين البلاد ونظامها وكيفية التعامل مع التجاوزات بحق أولادهم
إن وقعت وتجنب ردود الأفعال غير المحسوبة التي تضر أكثر مما تنفع وتفسد أكثر مما تصلح.
– المشاركة السياسية الفاعلة والوعي السياسي المستدام فبه يمكن إيصال الأصوات بشكل صحيح
ويمكن منع القوانين المقيدة للحريات والمتجاوزة للخصوصيات الدينية.
اقرأ المزيد عن تعويضات المدارس المستقلة في السويد
– إنني أرجو رجاء خاصاً من كل إعلامي صادق أو داعية غيور خارج أوروبا أن يتجنب الخطاب الشعبوي المبني على معلومات غير دقيقة أو غير محسوب العواقب
وأن يعود للمؤسسات الأوروبية قبل إطلاق حملات التعبئة والحشد والتي يدفع ثمنها من أراد نصرتهم ودعمهم.
–كذلك التعامل مع الحالات التي وقع فيها سحب أطفال من أسرهم بعقل وحكمة بعد دراستها وبحث الخيارات القانونية والعملية المتاحة والممكنة
ودعم ومعاونة تلك الأسر في استرداد أولادها والحفاظ عليهم.
أخيراً، هذه المؤسسات لم تنشأ من أجل أولاد المسلمين وليس لديها استراتيجية محددة مع الأسر المسلمة دون غيرها
وهي تطبق على الجميع ويقع التجاوز والمبالغة في سحب الأولاد مع المسلمين وغير المسلمين.
هذا الأمر وغيره يمكن ان يهدد الوجود الاسلامي في البلاد
نعم هناك عنصرية وتجاوزات أكثر تقع بحق بعض الأسر المسلمة أحياناً وهو ما يجب إنكاره ورفضه والعمل على منعه وإيقافه بالسبل السلمية الحكيمة المتاحة.
قلبي وعقلي مع كل أب وأم مكلوم في فراق ولده أمام عينه، وقلبي وعقلي أيضاً يرقب العواقب والتبعات الكارثية للتعامل الخاطئ مع الأزمة.
حفظ الله الأسر المسلمة والوجود الإسلامي في الغرب من كل مكروه وسوء وجنبنا جميعا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد.
الشيخ خالد حنفي
رئيس مجلس الفتوى بألمانيا
الأمين العام المساعد للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث”
للمزيد من الاخبار تابعوا صفحتنا السويد بالعربي على غوغل نيوز عبر الرابط التالي