بوتشا نقطة التحول في الصراع الروسي الاوكراني
بوتشا نقطة التحول في الصراع الروسي الاوكراني.
أثار اكتشاف مئات الجثث لمدنيين أوكرانيين في قرية بوتشا بالقرب من كييف استنكارا وغضبا،
وهو ما يستدعي تحقيق العدالة الدولية ضمن أطر زمنية واقعية ودون أن يعطى للجناة الوقت للاستمتاع بأيام هنيئة.
بهذه التوطئة بدأت صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية افتتاحيتها التي قالت فيها إن الحروب تشهد أحيانا معارك أكثر دموية من غيرها،
ومذابح أكثر وحشية وخطورة من سابقاتها، مما يصدم الرأي العام.
ويمكن لمثل هذا الحدث -وفقا للصحيفة- أن يشكل بالثقل الرمزي لرعبه نقطة تحول في صراع ما،
ولا شك أن اكتشاف المئات من جثث المدنيين الأوكرانيين يوم الأحد 3 أبريل/نيسان الحالي بعد انسحاب الجيش الروسي من القرى المحيطة بكييف
-بما في ذلك جثث بوتشا- هو نقطة تحول في هذا الصراع، حسب لوموند.
وأضافت الصحيفة أن صور المدنيين المختبئين في الأقبية والمستشفيات التي تعرضت للقصف وصور الجنود الذين قتلوا في المعارك
أصبحت منذ بداية حرب روسيا على أوكرانيا قبل 40 يوما جزءا من الحياة الإعلامية اليومية للأوروبيين،
لكن الذي ظهر على شاشاتهم يوم الأحد الماضي نقل هذه الحرب -وفقا للوموند- إلى مستوى جديد من الهمجية.
وشملت تلك الصور الفظيعة -حسب الصحيفة- مدنيين أعدموا برصاص في مؤخرة العنق
وآخرين قتلوا بعد أن قيدت أيديهم وراء ظهورهم وآخرين قتلوا بالرصاص وهم على دراجاتهم،
ناهيك عن صور لجثث متفحمة بعد أن اخترقها الرصاص وصور لمقابر جماعية تفيض بالجثث، إنها صور المذابح والدمار، حسب الصحيفة.
وأوردت لوموند نفي موسكو أي مسؤولية لقواتها عن تلك الانتهاكات واتهامها السلطات الأوكرانية بأنها هي من دبرت ذلك وقدمته لوسائل الإعلام الغربية.
اقرأ عن الجرعة الرابعة من لقاح كورونا الذي توصي به هيئة الصحة للكبار بالسن
وعلقت الصحيفة على ذلك الاتهام بالقول “إن سوء نية الكرملين في هذا الصراع وفن الكذب البارع لا يتركان مجالا كبيرا لمصداقية هذا الإنكار،
وهو ما يتناقض مع الشهادات التي جمعها الصحفيون على الفور وكذلك منظمة هيومن رايتس ووتش”.
ولهذا، ترى الصحيفة أن الغضب وحده والاستنكار لا يكفيان،
بل لا بد من مد يد العون للمدعية العامة لأوكرانيا إيرينا فينيديكتوفا التي تعمل على جمع الأدلة
من أجل إعداد الشكاوى المتعلقة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية،
مشيرة إلى أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البريطاني كريم خان فتح تحقيقا في هذا الشأن، بل وزار أوكرانيا بالفعل.
وحثت لوموند الدول الأوروبية على منح هذا العمل المتعلق بالتحقيق وجمع الأدلة موارد أكبر،
ولا سيما في ما يتعلق بالموظفين،
حتى يدرك أولئك الذين يتخذون القرارات في موسكو ومن ينفذون أوامرهم ما ينتظرهم،
وإذا كان من الممكن إصدار أوامر اعتقال فإن لوموند ترى أنه يجب إصدارها دون تأخير مهما علت رتبة المستهدفين بتلك الأوامر.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بأن مذبحة بوتشا تفرض نقطة تحول على الأوروبيين،
إذ يجب أن يتخلوا عن هذا التدرج المثير للشفقة في ردهم، وعليهم مواجهة الهجوم القاتل لفلاديمير بوتين
بهجوم مضاد حقيقي من التضامن مع كييف، حسب الصحيفة.
كما يمكنكم متابعة صفحتنا السويد بالعربي على فيسبوك عبر الرابط التالي