سياحة في اوروبامنوعات

مبنى كارل ماركس : أكبر مجمع سكني في العالم

مبنى كارل ماركس : أكبر مجمع سكني في العالم

يقع كارل ماركس هوف ، وهو أكبر مبنى سكني في العالم ، في حي هايليجنشتات

في العاصمة النمساوية فيينا ، شيد المبنى بين عامي 1927 و 1930 من قبل

المهندس كارل اهن مُخطط المدينة ، وهو مبنى ضخم يبلغ طوله 1100 متر –

بطول أربع محطات ترام وتتخلله عدة أنفاق توجب دمجها في التصميم للسماح

باستمرار وتدفق حركة المرور في شوارع المدينة ، ويعد المبني واحد من حوالي

400 مجمع سكني حديث بالمنطقة ، ويطلق عليه “Gemeindebauten” ،

شيده الحزب الاشتراكي الديمقراطي لتوفير السكن لآلاف الأسر التي أصبحت بلا

مأوى بعد الحرب العالمية الأولى .

وصل اقتصاد النمسا إلى حالة يرثى لها في نهاية الحرب العالمية الأولى في عام

1918 ، بسبب البطالة والفقر والمجاعة التي سيطرت علي فيينا ، ومن ثم ظهرت

حركة عمالية قوية طالبت بالتغيير ، وفي ذلك الوقت ؛ كان يوجد أكثر من 250

ألف عامل يعيشون في بنايات سكنية قديمة ومكدسة ، دون توافر مياه جارية

للاستخدام .

كان انتخاب الحزب الديمقراطي الاشتراكي في عام 1919 بمثابة بداية لحقبة جديدة ، بدأت حكومة فيينا التى أطلق عليها فيينا الحمراء آنذاك ، برنامج مكثف للإصلاح الاجتماعي بما في ذلك عملية إعادة تسكين واسعة النطاق للسكان ، فأسست المدينة مجمعات سكنية ضخمة قد تعد بمثابة مدن داخل المدينة ، مع توافر بنية تحتية منفصلة لكل مجمع ، ومتاجر وخدمات ومتنزهات ، وشيدت بعض من هذه المباني بهياكل ضخمة تشبه الحصون ، ولكن لم يحظي أي منها بشهرة مثل كارل ماركس هوف.

يشغل مبني كارل ماركس مساحة 156 ألف متر مربع ، ويضم بداخله1,382  شقة ، وتتراوح مساحة الشقة بين 30 متر مربع (بغرفة نوم واحدة) و 60 متر مربع (بغرفتي نوم) ، ويشمل المبني العديد من المرافق ، بما في ذلك رياض الأطفال والملاعب وعيادات الأمومة ومكاتب الرعاية الصحية والمكتبات والمغاسل و مراكز الشباب ومكتب بريد وصيدلية و 25 متجر آخر ، وكان هذا أول مبنى في فيينا يحتوي على دورات مياه ملحق بها مياه جارية باردة وشرفات منفصلة ، وحتى ذلك الحين ؛ لم تكن لمشاريع الإسكان العامة الأخري سوى دورات مياة مشتركة وكذلك صنابير مياه مشتركة ، وكانت الشرفات تعتبر شكل من أشكال الرفاهية الأرستقراطية لم يسبق للعمال تجربتها من قبل .

واليوم ، وبعد مرور أكثر من سبعين عام ، لا يزال كارل ماركس-هوف يضم سكان المدينة ، ولكنه لم يعد المكان الأكثر طلب نظر لصغر حجم الشقق ولافتقارها وسائل الراحة الحديثة ؛ مثل الغسالات المدمجة ودورات المياة الحديثة ، ويكون المستأجرين الجدد في الغالب من الأزواج الشباب في بداية تكوين حياتهم الأسرية ، ويعيش حاليا حوالي ربع سكان المدينة في مجمعات للإسكان العام ، ويتعين على معظمهم الانتظار لمدة تصل إلى أربع سنوات قبل أن يحصلوا على مكان آخر في المدينة .

تابعونا على موقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى