تعابير حادة وأكثر جزماً.. مجدلينا تبدأ عهدها بخط مختلف عن ستيفان لوفين

جاء خطاب مجدلينا أندرشون اليوم بالكثير. بدت وكأنها تحاول أن تبدو مختلفة تماماً عن ستيفان لوفين. كلماتها
أكثر حدة، وتعبيراتها أكثر جزماً، من قبيل “هذا سيتوقف إن أصبحت صاحبة القرار”، و”لن أتردد” “ويجب أن يعمل”.

“استعادة السيطرة” العنوان الأبرز لخطاب أندرشون، فيما يشير إلى سيطرة فُقدت في العهد السابق على
المدارس والصحة والرعاية.

بدت أندرشون تعود أكثر إلى قواعدها الأيديولوحية الاشتراكية، في استجابة واضحة للنقاش الذي دار في
المؤتمر العام للحزب، حيث انتقد كثيرون التنازلات التي قدمها الحزب في سبيل تشكيل الحكومة بما يتعارض مع
أيديولوجيته، الأمر الذي أفقده ناخبين لصالح أقصى اليسار وأقصى اليمين، حزب اليسار وحزب ديمقراطيي
السويد.

لا أرباح على الرعاية الاجتماعية في عهد أندرشون، وهناك عودة للسياسات الجماعية في وجه رياح تعصف
بالحزب، إضافة إلى محاربة الخصخصة وحماية الموظفين، غير أن هذا النهج سيكون عليه خوض معركة
سياسية في ظل حاجة الحزب للتعاون مع حزب الوسط الذي يتبع خطاً إيديولوجياً مختلفاً تماماً.

عين أندرشون على الانتخابات المقبلة. وبدا واضحاً أنها تريد استعادة ناخبيها التاريخيين بإعلان مواقف أكثر يسارية
من سلفها ستيفان لوفين.

ثلاث أولويات أعلنتها أندرشون اليوم:

التحول المناخي ومكافحة جرائم العصابات ومكافحة الفصل العنصري. كان خطابها الموجه ضمناً إلى المهاجرين أوضح وأكثر حدة. كل قادر على العمل يجب أن يعمل، ومساعدات الدولة لن تقدم دون مقابل، “هكذا تجري الأمور هنا في السويد”.

وفي موضوعة جرائم العصابات، حددت أندرشون بوضوح، على خلاف لوفين، السبب الرئيسي “الفصل
العنصري”، لتكمل بذلك صورة التحول في خطاب الاشتراكيين الديمقراطيين التي بدأها قبل شهر وزير الداخلية
ميكائيل دامبيري حين قال إن سكن المهاجرين في المناطق نفسها أدى إلى الفصل العنصري وتزايد الجريمة.
الأمر الذي أيده لوفين متأخراً اليوم، مشيراً إلى أن عدم الحديث عن العلاقة بين مشكلات الاندماج والجريمة كان
مرده إلى خشية الحزب من استغلال ذلك في الخطاب العنصري.

أما أندرشون فكانت واضحة اليوم “الفصل العنصري هو السبب” و”العمل مفتاح مهم لوقف الجريمة”.

على عكس ما توقع كثيرون، لم يكن خطاب أندرشون امتداداً لسياسات لوفين، بل إنها تعلن عن خط جديد في
قيادة الحزب سيكون له تداعياته على مجمل الحياة السياسية وتحالفاتها في السويد. فهل تنجح مستفيدة من
الإجماع التاريخي للحزب على شخصها؟ أم ستضطرها حسابات مقاعد البرلمان إلى تقديم تنازلات حتى قبل أن
تصبح رئيسة للحكومة؟