نور عبد السلام فتاة وصلت إلى طموحها في السويد
نور عبد السلام فتاة وصلت إلى طموحها في السويد.
وصلت نور عبد السلام إلى السويد من دمشق في خريف 2014 تاركةً عملها كمدرسة لتواجه مجتمعاً جديداً.
وبالنظر لكونها زوجة وأم لثلاثة شبان قد يفاجئ المرء من حجم نشاطها الدائم في مجالات مختلفة،
فهي شخصية دائمة الحركة والتطور والنشاط كما أنها شغوفة بالعمل التطوعي.
ترى السيدة نور نفسها ناشطة اجتماعية في المقام الأول في مجالات الاندماج وتطوير المجتمع
خاصة وأنها أكملت دراستها في السويد في جامعتين مختلفتين في مجال العلوم السياسية ولكي تحصل على ترخيص يتيح لها العمل والتدريس.
فمنذ عام 2017 عملت كمدرسة لغة سويدية للقادمين الجدد، وعضواً إدارياً في عدد من المنظمات التي تنشط من أجل حقوق اللاجئين.
بخلاف الكثيرين لم تواجه نور مشاكل تتعلق بتعلم اللغة السويدية.
رغم أنها تعلم بأن تجربتها قد لا تعمم. وتضيف بأنها رفضت أن يتم تأطيرها ضمن مجالات عمل محددة كامرأة مسلمة ومحجبة،
وأنها كانت ترغب في معرفة المزيد عن آلية عمل الدول الديمقراطية كالسويد وهذا ما دفعها إلى دراسة فرع العلوم السياسية
الذي قد لا يكون خياراً شائعاً بالنسبة للقادمين الجدد إلى السويد.
في اللقاء معها تخصص السيدة نور عبد السلام وقتاً كافياً للحديث عن جمعية معاً أقوى التي كان لها دور أساسي في تأسيسها.
وهي جمعية غير ربحية لا تنتمي إلى حزب سياسي أو ديني موجودة في السويد.
نشأت فكرة الجمعية من شعور أعضاءها بغياب وجود مفهوم “الجالية العربية” المنظمة في السويد.
ولهذا قررت السيدة نور مع بعض الأشخاص المحيطين بها تأسيس جمعية لضمان حق المواطنين العرب في التواصل مع أشخاص يتحدثون لغتهم ويشاركونهم ثقافتهم.
وضعت الجمعية في ذلك الوقت هدفاً لخلق مستقبل أفضل للجالية العربية وحملت رسالة مفادها تعزيز العمل المشترك لإحداث التغيير.
حيث يناقش أعضاء الجمعية أفكاراً ومقترحات لتطوير المجتمع العربي في السويد.
ولهذا ركزت الجمعية في عملها على قضية دمج العرب في المجتمع السويدي إلى جانب طرح مشكلات تواجه أبناء هذه الجالية.
ولذلك تنظم الجمعية الكثير من اللقاءات والندوات التي يتم فيها استضافة خبراء للإجابة عن بعض الأسئلة الراهنة حول قضايا محددة كالتساؤلات حول السوسيال مثلاً،
أو يتم تنفيذ ورشات عمل لمساعدة المستفيدين على فهم المجتمع الجديد.
كذلك تقسم الجمعية عملها على أقسام: التعليم، الثقافة، المجتمع والاندماج، الشباب، المرأة.
واليوم يبلغ عدد أعضائها 180 طفلاً في قسم التعليم و240 شخصاً بالغاً.
ترى السيدة نور أننا نعيش الآن في بلد يختلف ثقافياً واجتماعياً وسياسياً عن بلداننا التي قدمنا منها !
فاللغة مختلفة والعديد من العادات والتقاليد تختلف عما نشأنا عليه وحتى القوانين هنا أيضاً مختلفة جداً
الحلول هي وجود المجتمع المدني ودوره الفاعل والأساسي في تسهيل الاندماج للمواطن الجديد والانخراط في المجتمع
كما ان هذا يتطلب جهد ووعي وعمل مشترك وتعاون مع بعضنا البعض لوضع خطط تعليمية ثقافية واجتماعية.
كالمحاضرات الاجتماعية التوعوية والأنشطة الثقافية والتعليمية.
كما ترى السيدة نور أن احتياجات القادمين الجدد تختلف بمرور الزمن.
فبعد سنتين مثلاً من التواجد في السويد تظهر تحديات جديدة أمامهم.
وعن هذا تقول إن غياب الشرح الكافي حول القوانين وآلية عمل المؤسسات هو أول عقبة تواجه القادمين الجدد.
ومع مرور المزيد من الوقت في السويد يظهر احتياج آخر يرتبط بغياب التمثيل السياسي.
تلحظ السيدة نور عموماً نقصاً في الاهتمام بالسياسة عند الجالية العربية وتبرر ذلك بأن الأولويات كانت متركزة على تأمين الاستقرار الاقتصادي والبحث عن فرص العمل والدراسة.
ولتعزيز فكرتها تضرب مثالاً على قضية السوسيال التي لا يمكن حلها من وجهة نظرها
دون مشاركة سياسية وتعزيز تأثير الجالية العربية على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وتؤكد أن لدى المواطن صوت وحق إن لم يستخدمه فسيأتي أحدهم وربما يستعمل هذا الصوت ضده.
للمزيد من الاخبار يمكنكم متابعة صفحتنا السويد بالعربي على صفحتنا على فيسبوك